i
أنت هنا: الرئيسية / أخبار محلية / إسماعيل تيسو يكتب: إعمار ما دمرته الحرب،، مدخل لدولة السودان الحديثة..
إسماعيل تيسو يكتب: إعمار ما دمرته الحرب،، مدخل لدولة السودان الحديثة..

إسماعيل تيسو يكتب: إعمار ما دمرته الحرب،، مدخل لدولة السودان الحديثة..

أبريل/13 | ص:9:02 / لا توجد تعليقات 34 views

فرضتها الانتصارات الساحقة والمتلاحقة للجيش على الميليشيا،،

إعمار ما دمرته الحرب،، مدخل لدولة السودان الحديثة..

على الحكومة ترتيب شأنها الداخلي بوضع خارطة لكيفية إعمار السودان..

حشد العقول والخبرات السودانية في ورشة متخصصة لإعادة الإعمار..

السفير نادر: ثروات السودان وموارده تمكِّنه ليكون مستقبل قارة بأكملها..

 

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ارتفعت في الآونة وتيرة الأخبار المتفائلة بشأن اعتزام عدة دول ومنظمات أجنبية، المشاركة في برامح ومشروعات إعادة إعمار وتأهيل ما دمرته الحرب، ورغم ارتياح النفوس لمثل هذه المبادرات، إلا أن التريث في تنفيذ مثل هذه الخطوات يبقى مهماً، فإن كانت هذه الحرب قد أكلت الأخضر واليابس، وتجمدت بسببها عروق الحياة في مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية، ولم تسلم حتى بيوت ومنازل المواطنين التي سكنها الخراب، فإن لسان المنطق يدعو إلى ضرورة الاستفادة من هذه الحرب إذا كان للحرب فوائد بأن تتم عمليات البناء وإعادة الإعمار وفق أسس ومعايير تجعل من السودان دولة حديثة في مختلف جوانب الحياة، ويبقى عمران البنيات التحتية من مبانٍ ومنازل ومرافق وطرق وخدمات مياه وكهرباء واتصالات، من ضروريات المرحلة حتى ولو كلف الأمر خزينة الدولة وجعلها ميزانيتها صفرية.

عاصمة عريقة ولكن:

لا يختلف اثنان في عراقة مدينة الخرطوم التي تعتبر من أقدم العواصم العربية والأفريقية، ولكنها للأسف تأتي في مؤخرة العواصم من حيث المعمار والخدمات، فيكفي سقوط قطرات من السماء في موسم الخريف لقياس مدى بؤس هذه العاصمة التي تطفو على مياه الأمطار التي كثيراً ما تكون ملوثةً بمياه الصرف الصحي، وما يحدث في الخرطوم ينسحب على عواصم ومدن ولايات السودان المختلفة بنسب متفاوتة في البؤس ورداءة البناء والإعمار وضعف الخدمات، وبالتالي لابد من إعادة النظر كرتين وإعمال العقل والمنطق والتخطيط السليم للخروج إلى العالم بعاصمة ومدن حضارية تقوم على أحدث طراز معماري وخدمي، وهي قطعاً مهمة عسيرة تتطلب من الحكومة جهوداً متعاظمة تبدأ بتشكيل خلية حيوية تضم خبراء ومختصين يتم استنفارهم من أجل الإعداد لورشة عمل متخصصة حول بناء وإعمار عاصمة ومدن السودان الرئيسة، بحيث تُحشد لهذه الورشة عقول وطاقات سودانية ذات صلة من داخل السودان وخارجه، وما أكثر السودانيين المتخصصين في مجالات البناء والإعمار والذين لهم أيادٍ سابغة على العديد من الدول التي ساهموا في تشييدها وبنائها حتى صارت تناطح كبريات دول العالم الأول، وليست دبي وأبي ظبي والشارقة بمعزل عن ذلك، رغم أنف ” عيال زائد” الذين قلبوا لنا ظهر المجن، وقابلوا الإحسان بالعدوان.

منطق الفكرة:

وبدا منطقياً أن يتم التفكير الجدي في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في ظل التقدم المطرد الذي تحرزه القوات المسلحة والقوات المساندة لها على مختلف محاور وجبهات القتال، على حساب ميليشيا الدعم السريع التي طالتها هزائم ساحقة ومتلاحقة جعلتها تلوذ بالفرار غرباً صوب كردفان ودارفور، علها تسترد أنفاسها، وقطعاً هروبها لن يفلَّ من عزيمة القوات المسلحة والقوات المساندة لها التي تقف لها بالمرصاد، ولا تدخر روحاً أو نفساً في سبيل تحقيق غاياتها الكبرى بسحق ميليشيا آل دقلو ومحوها من المشهد نهائياً، وعطفاً على هذه التطورات جاء اهتمام الكثير من الدول والجهات التي تبدي حرصاً واضحاً على المشاركة الفاعلة في عملية إعادة إعمار السودان، ليكون السؤال المنطقي هل تنطلق هذه الدول والجهات من مسؤولياتٍ يمليها عليها ضمير الواجب سواءً كان واجب الجوار الإقليمي، أو واجب العلاقات الثنائية والتعاون المشترك؟ أم أن لهذه الدول والجهات مصالح ومآرب أخرى تحاول الوصول إليها من خلال المشاركة في إعادة إعمار سودان ما بعد الحرب؟ وبغض النظر عن ماهية الإجابة، فإن المحصلة النهائية ستعود على البلاد بالنفع من خلال تنفيذ مشروعات البناء والتنمية والإعمار، إرساءً لدعائم النهضة والازدهار.

بوابة التنمية الجديدة:

ويرى الدبلوماسي والخبير في فض النزاعات السفير نادر فتح العليم أن السودان وبما يمتلكه من موارد ومقومات يمكن أن يكون مستقبل قارة وإقليم وليس دولة فقط، ووصف في إفادته للكرامة السودان ببوابة التنمية الجديدة والمدخل الحقيقي لنظام دولي جديد يمكن أن يعيد التوازن الدولي والإقليمي، ويبني السلام المستدام في المنطقة، مبيناً أن الاقتصاد الدولي في حاجة ماسة إلى السودان المتميز بإنتاج وتصدير الذهب الذي يمثل خطة إعادة إعمار العالم، وبجانب الذهب فإن السودان يعتبر من أكبر الدول المنتجة للصمغ العربي الذي يدخل في أكثر من ٩٠٪ من الصناعات الدوائية والغذائية، وانطلاقاً من هذه المعطيات يطالب السفير نادر فتح العليم بأن تكون أولويات إعادة الإعمار منطلقة من ترتيب الشأن الداخلي من خلال وضع خارطة لكيفية إعمار السودان بحيث يتم تحديد الأولويات، ثم تحديد المشروعات، ومن ثم تحديد الميزانيات سواءً كانت ميزانيات من الداخل تبذلها الحكومة، أو ميزانيات تتم عن طريق الشراكات الذكية والمتوازنة من قبل الدول المعنية بتقديم الخطط والمشروعات التي ينبغي أن تكون متطابقة مع الخطة القومية لإعادة إعمار السودان، وشدد السفير نادر على ضرورة أن يمتلك السودان زمام الأمور في ترتيب الأولويات لإعادة الإعمار بالشكل الذي يتم بموجبه بناء دولة حديثة وقوية ذات إمكانيات وبنيات تحتية عالية بالاستفادة من المشاريع الضخمة التي تقوم حول السودان في الإقليم، والاستفادة من دول الجوار التي ساندت السودان ودعمته خلال فترة الحرب.

سودنة المشروعات:

ويرفض السفير نادر فتح العليم ما يثار من أحاديث متعلقة بإصلاح المنظومة التعليمية في السودان، واصفاً الأمر بالإجحاف عطفاً على سمعة السودان الطيبة في مجال التعليم سواءً في قيمة الشهادة الثانوية، أو الجامعات والمعاهد العليا المعروفة والمعترف بها عالمياً، وقال السفير نادر إن الأمر ينسحب كذلك على القطاع الصحي الذي يتميز فيه السودان بكوادر ماهرة ومتميزة تدير أرقى المستشفيات والمرافق الصحية على مستوى العالم والدول المتقدمة، مبيناً أن ما لحق بالقطاع الصحي من تدهور خلال الفترة الماضية لم يكن إلا بفعل الحصار المفروض على السودان والذي فشل بموجبه في استجلاب معدات حديثة وأدوات تشخيص متقدمة، مجدداً التأكيد على أهمية عدم البداية الصفرية في قطاعي الصحة والتعليم، ومطالباً في الوقت نفسه بضرورة سودنة المشروعات بالاتفاق مع الشركاء والمانحين لتكون الإدارة بأيادي سودانية خالصة لتكون إعادة الإعمار خطة سودانية خالصة يقوم بها السودانيون بأنفسهم، معتبراً أن السودان ورغم تداعيات الحرب إلا أنه يقف على أرضية صلبة، وأمامه فرصة كبيرة لإقامة تحالف قوي في المنطقة، مستنداً على إمكانياته المتمثلة في الأراضي الشاسعة والخصبة، وفي المياه، والموارد المعدنية، والثروات الزراعية والحيوانية وغيرها من الإمكانيات التي تجعل منه سلة غذاء حقيقية لأفريقيا والمنطقة العربية والعالم أجمع، وختم السفير نادر فتح العليم حديثه للكرامة مشدداً على ضرورة التركيز على التنمية التي أكد على أهميتها في إحداث تغيير ملموس في وجه أفريقيا وتعالج الكثير من المشكلات التي تواجهها القارة السمراء في مجال السلم والأمن وفي مجال الهجرة، وغيرها.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر يبقى السودان مقبلاً على مرحلة البناء وإعادة الإعمار، وهي مرحلة مهمة وحساسة لا تقل خطورة عن مرحلة الحرب، مما يلقي على قيادة الدولة مسؤولية أخطر تقوم على إعمال الوعي بمطلوبات المرحلة، ومحاولة الاستفادة من المعطيات والإمكانيات الوافرة التي تجعل من السودان محوراً حقيقياً يقود عمليات البناء ويُعمل الشراكات الذكية التي تضع البلاد في مكانتها المرموقة على الصعيد الإقليمي، وعلى المستوى الدولي، وإذا هبت رياحك فاغتنمها.

مساحة التعليقات

لا تعليقات

وسم السحابة

_ أبـرز أخـبـار الرياضة المحلية و العالمية إكتمال الإستعدادات لإنطلاق حملة شلل الأطفال بالنيل الأبيض ابرز عناوين ابرز عناوين الصحف ابرز عناوين الصخف الولاية الخرطوم الولاية الشمالية جنوب دارفور غرب جبل مره و لاية الخرطوم والولاية الشمالية وزلاية شرق دارفور ولااية الخرطوم ولاي الخرطوم ولاية البحر الأحمر ولاية البحر الاحمر ولاية البحرالاحمر ولاية الجزبرة ولاية الجزيرة ولاية الخر طوم ولاية الخرطو ولاية الخرطو م ولاية الخرطوم ولاية الخرطوم ولاية الخرطوم ة ولاية الخلرطوم ولاية الفضارف ولاية القضارف ولاية النيل الأبيض ولاية النيل الأزرق ولاية النيل الابيض ولاية النيل الازرق ولاية جبل مره ولاية جنوب دار فور ولاية جنوب دارفور ولاية جنوب دافور ولاية جنوب كرد ولاية جنوب كردفان ولاية جوب دارفور ولاية سنار ولاية شرق دار فور ولاية شرق دارفور ولاية شمال دار فور ولاية شمال دارفور ولاية شمال دافور ولاية شمال درافور ولاية شمال كردفان ولاية غرب دار فور ولاية غرب دارفور ولاية غرب كردفان ولاية كردفان ولاية كسلا ولاية نهر النيل ولاية نهرالنيل ولاية وسط دارفور ولايةالخرطوم ولايةسنار ولايةشمال كردفان ولايةكسلا ولايةنهرالنيل ولايو الخرطوم وولاية الخرطوم

صور فلكر

    go-top