دان تشكيل الحكومة الموازية، والتزم بوحدة وسيادة السودان،، الاتحاد الأوروبي،، ” مسمار جديد” في نعش الميليشيا

دان تشكيل الحكومة الموازية، والتزم بوحدة وسيادة السودان،،

الاتحاد الأوروبي،، ” مسمار جديد” في نعش الميليشيا..

تحذيرات من تهديد تطلعات الشعب السوداني نحو الديمقراطية..

أنيت في بورتسودان، وجلسة خاصة للبرلمان الأوربي اليوم بشأن السودان..

اتجاه لفرض عقوبات أوروبية في حق دقلو إخوان، وأبو عاقلة كيكل..

السودان يعتزم إثارة عدم إدانة كينيا داخل قبة البرلمان الأوروبي اليوم..

السفير كبير: التطورات على الأرض أفرزت واقعاً جديداً في التعاطي مع السودان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

يشهد الموقف الإقليمي والدولي تغييرات متسارعة ودراماتيكية بشأن معطيات الأزمة في السودان، ورفض محاولات تشكيل حكومة موازية من قبل تجمع نيروبي الذي وقع على ميثاق السودان التأسيسي الممهِّد لهذه الحكومة التي تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة السودان، قبل أن تكون تهديداً مباشراً لوحدته، فلم يكد يجف المداد الذي كتب به بيان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن إدانته إعلان ميليشيا الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها، تشكيل حكومة موازية في السودان وتحذيره من مغبة الخطوة التي اعتبرها خطراً هائلاً لتقسيم السودان، حتى وجَّه الاتحاد الأوروبي صفعة مماثلة لذات المجموعة برفضه تشكيل الحكومة الموزاية، لينضم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى موقف الأمم المتحدة التي كانت قد رفضت في فبراير الماضي مبدأ تشكيل الحكومة الموازية، الذي قالت إنه يزيد من انقسام السودان ومفاقمة الأزمة.

وحدة وسيادة السودان:

وأكد الاتحاد الأوربي التزامه بوحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادة الشعب السوداني، ووصف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، خطط الحكومة الموازية لميليشيا الدعم السريع، والقوى السياسية والاجتماعية الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي، بالمهدد لوحدة البلاد وتعمل على تقسيمها، وتهدد التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني لعملية سودانية شاملة تؤدي إلى استعادة الحكم المدني، وقال إن إطار الاتحاد الأوروبي للتدابير التقييدية على السودان يستهدف الأشخاص أو الكيانات التي تقوض الجهود الرامية إلى استئناف الانتقال السياسي في البلاد، وأكد الاتحاد الأوروبي رفضه القاطع للخطوة ولفت إلى أن خطط الحكومة الموازية التي تتبناها ميليشيا الدعم السريع تهدد بتقسيم البلاد، وتعهد الاتحاد الأوروبي بمواصلة فرض قيود على الأشخاص أو الكيانات التي تقوض جهود استئناف الانتقال السياسي في السودان.

أنيت في بورتسودان:

ويتزامن موقف الاتحاد الأوربي الرافض لتشكيل الحكومة الموزاية مع زيارة بدأتها المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر”، إلى بورتسودان أمس الأربعاء وهي الثانية لها بعد زيارتها الأولى في مطلع ديسمبر الماضي، وستبحث أنيت خلال زيارتها التي تستغرق ثلاثة أيام مع المسؤولين في السودان ملفات متعلقة بحماية المدنيين وحماية المنشآت المدنية والمرافق الحيوية من الاستهداف الذي يعرض حياة المواطنين والسكان المحليين للأضرار بانقطاع الخدمات الأساسية المتمثلة في المياه والكهرباء والاتصالات، إضافة إلى الخدمات الصحية والعلاجية، يذكر أن ميليشيا الدعم السريع ظلت منذ بواكير الحرب تستهدف المرافق الحيوية وتتخذ من الأعيان المدنية مقرات لها، حيث حولت الكثير من المستشفيات والمرافق الصحية إلى ثكنات عسكرية.

قرارات رادعة:

ورحب سفير السودان ببروكسل ومندوبه الدائم بالاتحاد الأوروبي، عبد الباقي حمدان كبير، بالموقف الأوربي الرافض لتشكيل الحكومة الموازية الذي قال إنه يعبِّر عن حرص الاتحاد الأوروبي على سيادة السودان والحفاظ على وحدته، وأبان كبير في إفادته للكرامة من مدينة استراسبورغ الفرنسية التي وصلها أمس الأربعاء لحضور جلسة خاصة للبرلمان الأوروبي للتفاكر والتشاور بشأن الأوضاع الأمنية في السودان وتداعياتها الإنسانية، أن القرار الأوربي جاء منقوصاً لتجاهله إدانة دولة كينيا التي قال إنها وفرت منصة لميليشيا الدعم السريع وأعوانها من أجل إقامة مراسم التوقيع على الميثاق السياسي الممهِّد لتشكيل الحكومة الموازية في خطوة انتهكت سيادة السودان، ومثلت سابقة سيئة للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة عضو معها في الاتحاد الأفريقي الأمر الذي يخالف لوائح المنظمة الإقليمية والمواثيق الدولية، وأكد كبير أن بعثة السودان ببروكسل ستثير هذه القضية داخل قبة البرلمان الأوروبي اليوم، كاشفاً عن قرارات رادعة سيصدرها البرلمان الأوروبي خلال الساعات القادمة تدين الانتهاكات التي طالت المرافق الحيوية والأعيان المدنية بالسودان، بالإضافة إلى تجريم الأطراف التي انتهكت قرار الأمم المتحدة الخاص بحظر الأسلحة المفروض على إقليم دارفور منذ العام عام 2005م، في إشارة مباشرة إلى كل من الإمارات، وفرنسا، وتشاد، مبيناً أن العقوبات ستشمل القائد العام لميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ونائبه وأخيه عبد الرحيم حمدان دقلو، بالإضافة إلى أبو عاقلة كيكل قائد قوات درع السودان، بحكم كونه مسؤولاً سابقاً لميليشيا الدعم السريع على ولاية الجزيرة، والذي انضم مؤخراً للقتال في صفوف القوات المسلحة.

معطيات عسكرية ودبلوماسية:

وأكد السفير عبد الباقي كبير أن التطور الإيجابي في مواقف الاتحاد الأوروبي يعود إلى ذلك التقدم المطرد في محاور وجبهات القتال والذي أحرزته القوات المسلحة والقوات المساندة لها، في وقت تتراجع فيه ميليشيا الدعم السريع المتمردة وتمارس المزيد من انتهاكاتها وجرائمها ضد الإنسانية التي ترتفع من وتيرة قلق وانزعاج المجتمع الدولي والإقليمي، وتناول السفير عبد الباقي كبير الجهود الدبلوماسية المتعاظمة التي اضطلعت بها الحكومة السودانية خلال الفترة الأخيرة والتي أثمرت عن زيارتين متتاليتين للسيدة “أنيت ويبر” المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر والتي قال إن الكثير من المفاهيم المغلوطة تغيرت لديها عقب لقاءاتها بالمسؤولين في السودان، وقال كبير إن التطورات الجارية حالياً على الساحة السياسية السودانية من تكتلات مجتمعية وسياسية متسارعة لتجاوز إفرازات الحرب، قد أفرزت واقعاً جديداً في التعاطي الدولي والإقليمي مع الحكومة السودانية.

جلسة خاصة:

وعاد سفير السودان ومندوبه الدائم بالاتحاد الأوروبي عبد الباقي حمدان كبير ليتحدث إلى الكرامة عن فحوى الجلسة الخاصة التي يعقدها البرلمان الأوروبي اليوم بمقره في مدينة استراسبورغ الفرنسية، مبيناً أن الجلسة ستبحث تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع السياسية والأمنية وتداعياتها على الشأن الإنساني في السودان، وذلك بحضور كل من منى رشماوي عضو لجنة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، ودكتور دنيس مكويجي الخبير في قضايا السلام والنزاعات والحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 2018م، وقال السفير عبد الباقي كبير إنها المرة الأولى التي يقدم فيها البرلمان الأوروبي دعوة لمندوب السودان لدى الاتحاد الأوربي لحضور جلسة داخل البرلمان، معتبراً الخطوة بالتطور اللافت، مبيناً أن بعثة السودان ببروكسل ستبني على هذه التطورات بإعمال حراك دبلوماسي لتمليك المعنيين بالأمر الحقائق بشأن تطورات الأوضاع ومستجداتها على الساحة السودانية.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن أروقة الاتحاد الأوروبي منشغلةٌ جداً هذه الأيام بتطورات الأوضاع في البلاد، وهي خطوة تحسب لصالح التحركات الإيجابية للدبلوماسية السودانية التي نجحت خلال الفترة الماضية في تغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى المجتمع الدولي والإقليمي الذي انبرى ليتصدى بصرامة وحسم لكل المحاولات التي تستهدف انتهاك سيادة السودان، وتهديد وحدته، وهي معطيات تضع على عاتق الحكومة السودانية مد جسور التعاون مع المجتمع الدولي والإقليمي بفضح انتهاكات الميليشيا المتمردة، وتحريك شكواها ضد الإمارات من على منضدة مجلس الأمن الدولي، وفي محكمة العدل الدولية، ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.